السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوانى فى الله :
هناك بعض الاحاديث منتشرة بين الناس يجب الحذر منها ، والطامة الكبرى أن بعضها يعلق ببعض المساجد وهى من الاحاديث الموضوعة والمكذوبة على النبى -صلى الله عليه وسلم-
وقد أحضرت لكم هذا الحديث لأن أحد أقاربى أخبرنى بأنه قرأه فى أحد المساجد ولم يعلم صحته وقال أن العمل به شئ طيب حتى لو انه موضوع أليس هو ذكر لله وذكر الله من أفضل العبادات؟؟
اخوانى فى الله انظروا كيف رد الامام ابن الجوزى على هذا الكلام بعد ذكر الحديث.. والله الموفق
وهذا نص الحديث:
172- قل ابن السني رحمه الله ص(56): حدثنا أبوجعفر
بن بكر حدثنا محمد ابن زنبور المكي حدثنا الحارث بن عمير عن جعفر بن محمد
عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلّى
الله عليه وعلى آله وسلّم: ((إنّ فاتحة الكتاب وآية الكرسي والآيتين من آل
عمران {شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو} و{قل اللّهمّ مالك الملك -إلى قوله-
وترزق من تشاء بغير حساب} معلّقات، ما بينهنّ وبين الله عزّ وجلّ حجاب،
لمّا أراد الله أنْ ينْزلن تعلّقن بالعرش، قلن: ربّنا تهبطنا إلى أرضك،
وإلى من يعصيك؟ فقال الله عزّ وجلّ: بي حلفت لا يقرؤكنّ أحد من عبادي دبر
كلّ صلاة إلاّ جعلت الجنّة مثواه على ما كان منه، وإلاّ أسكنته حظيرة
القدس، وإلاّ نظرت إليه بعيني المكنونة كلّ يوم سبعين نظرةً، وإلاّ قضيت
له كلّ يوم سبعين حاجةً أدناها المغفرة، وإلا أعذته من كلّ عدوّ، ونصرته
منه، ولا يمنعه من دخول الجنّة إلاّ الموت)).
قال ابن الجوزي رحمه الله
في "الموضوعات"(ج1 ص245): هذا حديث موضوع تفرد به الحارث بن عمير، قال
أبوحاتم بن حبان: كان الحارث ممن يروي عن الأثبات الموضوعات، روى هذا
الحديث، ولا أصل له.
وقال أبوبكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: الحارث كذاب، ولا أصل لهذا الحديث.
إخوانى الكرام:
اقرؤا هذا القول لابن الجوزى حتى لا يقول قائل أن الحديث ظاهره خير ولا شئ فى استعماله فهذا هو الرد:
قال
ابن الجوزي رحمه الله: قد كنت سمعت هذا الحديث في زمن الصبا، فاستعملته
نحوًا من ثلاثين سنة لحسن ظني بالرواة، فلما علمت أنه موضوع تركته، فقال
قائل: أليس هو استعمال خير؟ قلت: استعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعًا،
فإذا علمنا أنه كذب، خرج عن ا لمشروعية.
والحديث ذكره الحافظ الذهبي في "الميزان" في ترجمة الحارث بن عمير وأقر ابن حبان على الحكم بوضعه.
وأخيرا أساتذتى الكرام أسأل الله أن يجعل كلامى بردا وسلاما على قلوبكم
وأسأله سبحانه أن يجعلنا من الذين يرون الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه...
إخوانى فى الله أسألكم دعواتكم الصادقة فلعلى أترككم والموت يأخذنى فيا أخى القارئ لا تحرمنى من دعائك